من ينقذ مرضى نفسيين مِن محمد الإمام ؟
يمنات
شوقي نعمان
يلتحق ابن أخي -خريج ثانوية عامة قبل أربعة أعوام في القرية- بركب المصابين الكثر بحالات نفسية هناك‘ وها هو يُقاد إلى مركز الكاهن السلفي محمد الإمام في ذمار لإخراج “الجن” والعودة به اسوأ مما كان..
بين أبوين متخاصمين من لحظة زواجهما‘ لا يتفقان أبدا -الا في الإنجاب ومواعيد الصلاة- ترعرع شجاع مثله مثل باقي أبناء القرية إلا أنه على عكسهم; أكمل دراسته حتى الثانوية بدون دافع أو تشجيع من أحد..
توجه بعدها إلى صنعاء ليبدأ مشوار حياته الأصعب إلا أن عوامل عدة -عجزتُ عن مواجهتها- أعادته بعد أقل من شهر إلى القرية متخليا عن كل شيء لطالما حاولتُ جاهدا دفعه إليه..
وفي خيمة خشبية على تل محاط بمزرعة قات صغيرة أسفل القرية الموحشة بقي يقضي حياته‘ أو كما قال لي في عيد مضى “أقتل الوقت يا عم بتخازين وسهر” وتحديق في اللاشيء الذي تحول مؤخرا إلى أوهام وأشباح تضيء من كل جسدها في الجبل ثم تتجه إلى القرية ليعلن ملاحقتها حتى مطلع الشمس !..
وهكذا..
لم أجد وقتا كافيا لإقناعه بشيء‘ ولا يرغب أحد من الأهل برؤية أحد الصغار معي لأني حتما أحرضه ضدهم وضد ما يعملون مدار العام على ترسيخه في ذهنه‘ إلا أنه وعدني بالتفكير في مغادرة القرية وبدء حياة جديدة والاهتمام بالدراسة..
لا يهم هذا..
الأهم أنه الان برفقة أخي الذي قادني يوما إلى ذات المكان “دار الحديث السلفية- معبر” لأصل الى حال شجاع الذي سينتقل بفعل استخدام وسائل تعذيب معه لطرد “الجني” إلى مرحلة نفسية أكثر خطرا‘ وسيعود -كما حدث مع غيره بعد جلسات مرعبة على يد ذات الشيخ اللعين- لتوضع سلاسل حديدة في يديه ورجليه ويرمى في غرفة مغلقة بعيدة عن المنازل ككلب مسعور‘ وهذا يعني البقاء فيها حتى الانتحار أو الموت..
لا أعرف ما يمكنني فعله !!
أكرر منذ الصباح الاتصال بأخي دون فائدة‘ ولو أجاب أعرف أنه سيرفض القدوم به نحوي‘ أو إخراجه من مسلخ محمد الإمام قبل فوات الأوان..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.